تمكين التصوف لجراثيم الشيوعية في كثير من الأقطار الإسلامية
الْحَمْدُ
لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي
الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ ، والصلاة والسلام على
البشير النذير والسراج المنير محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة والتسليم
، أما بعد:
أقول مستعيناً بالله ، إن الذي أستطيع أن أقوله : هو أن
الفكرة الشيوعية عندما جاءت إلى المنطقة وجدت بعض القلوب تطوف حول صنم
المادة ،، ووجدت قلوباً أخرى تطوف حول وثن التصوف متعلقة بأستار أضرحة
المشائخ لآئذة بها راكعة وساجدة أمام عظمة الشيخ أو المشائخ ناسية ربهم
وخالقهم أجل وجدت الشيوعية تلك القلوب في هذه الأماكن القذرة- على الرغم من
دعوى الإيمان فساقتها كلها من حول تلك المعبودات الرخيصة وجمعتها وذوبتها
وقضت عليها ولا حول ولا قوة إلا بالله ، وهذه القلوب هي التي كان إيمانها
إيماناً تقليداً ضحلاً ولم يبلغ درجة اليقين وهي قلوب جمهور المسلمين الذين
انتسبوا إلى الإيمان على أيدي مشائخ الصوفية وأتباعهم وأشباههم في الجهل
ولم يتمكن الإيمان من قلوبهم ولم يذوقوا حلاوته ،
أما القلوب المؤمنة
بالله المطمئنة في إيمانها والتي لم يجدوها حول تلك الأصنام وا لأوثان .بل
لم يستطيعوا الوصول إليها لأنها كانت مع الله في عبادة الله ن في ذكر الله ،
في بيت من بيوت الله ، وكانت مشغولة بالله عن غير الله في جنة الأنس بالله
، وقد أغمضت عينها عما سوى الله ، في تدبر كتاب الله تجول في مخلوقاته
وآلائه ونعمائه لتثني على المنعم بها سبحانه.
وقد إبتعدت عن جيفة المادة
وروث الشهوات وشرك الصوفية بل قد سمت همتها حتى كادت أن تكون مع الملائكة
في طهارتهم وسموهم . هذه القلوب في واد والشيوعية في واد آخر . لا يجتمعون
بل لو مرت الشيوعية بواديهم لأذابها إيمانهم وأخمدها ن وهذه القلوب هي التي
بقيت مؤمنة بلله وبكتابه وبرسوله واليوم الآخر . والله ولي التوفيق مجموع رسائل الشيخ الدكتور : محمد بن أمان بن علي الجامي رحمه الله صفحة321-322